بني بيت لحفظ عظام الموتى في فرنسا، منذ أكثر من 300 عام، ثم بمرور الزمن أصبح متحفاً عالمياً يقدم الجديد كل عام لزواره، الذين يتجاوز عددهم مليون زائر خلال المائة عام الأخيرة.
وقد ورث "متحف الإنسان" مقتنياته- التي تتمثل في مجموعات تاريخية جُمعت منذ القرن الـ16 وما بعده- من مخازن التحف ومن المخازن الملكية، ثم أضيف إلى هذه المجموعات خلال القرن الـ19، وظلت هذه التحف هناك حتى اليوم.
ويعتبر معرض علم التشريح والأحياء هو المعرض الأكثر جذباً للزوار؛ حيث يكتظُّ أكثر من ألف هيكل عظمي لحيوانات داخل قاعة المعرض من الجدار إلى الجدار، حيث تم توجيه رؤوس هذه الهياكل جميعاً نحو اتجاه واحد؛ مما يعطي انطباعاً بوجود موكب مهيب.
وقد كان الهدف من إنشاء هذا المتحف هو جمع كل ما يتعلق بالإنسان من دمى تمثل شعوب المستعمرات الفرنسية السابقة، مع بعض الأسلحة والأدوات الأخرى؛ حيث نقلت هذه المقتنيات من متحف الجيش إلى متحف الإنسان بين عامي 1910 و1917، علماً بأن متحف الإنسان يحوي كذلك صوراً للمغاربة.
وترجع بداية المتحف الحقيقية إلى عام 1635؛ حيث وضع الفيزيائي لويس الـ 13 مجموعة من الهياكل العظمية في الحديقة، والتي سرعان ما تحولت إلى حديقة نباتية كبيرة، ثم بعد 15 عاماً افتتحت أمام الجمهور.
وتأسس متحف التاريخ الطبيعي رسمياً في عام 1793، خلال الثورة الفرنسية ثم في القرن 19 تم تشييد مبنى زجاجي لحماية الهياكل.
وكان ملك فرنسا قد افتتح في عام 1898 متحفاً بباريس، يضم أكبر مجموعة للعظام في العالم؛ وذلك للحفاظ عليها باعتبار أنها ثروة تاريخية وعلمية، وكذلك من أجل عرضها أمام الجمهور، وإبراز اكتشافات علماء الآثار خلال القرنين الـ18 و19.
ويتكون المتحف من طابقين؛ يتألف كل منهما من مجموعة مذهلة من العظام الأحفورية، والهياكل العظمية التي أعيد تركيبها، وهي ترجع إلى مجموعة متنوعة من الفقاريات تشمل حيوانات ما قبل التاريخ.
ويضم المتحف مجموعة متنوعة من عينات الثدييات والزواحف، سواء التي لا تزال موجودة أو المنقرضة؛ وذلك بهدف عرض مقارنة مباشرة بين الهياكل العظمية، مع اكتشاف تطورات الأرض والبحر والجو عبر العصور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق